القائمة الرئيسية

الصفحات

الصناعه وعلاقتها بتطور المدن
الصناعه وعلاقتها بتطور المدن

الصناعه وعلاقتها بتطور المدن

مراحل تطور المدن

كانت المدن القديمة كيانات سياسية مستقلة يطلق عليها أحيانا دولة المدينة . كانت تتكون من منزل الحاكم والكاهن الأعلى وملاك الإقطاع وحبة الحراس ، وبالرغم من ذلك حينما وصل المجتمع الأوربي إلى استقرار سیاسی ، بدأت المدن في النمو وتميزت بوظائف إضافية . وتم بناء القصور والمعابد ، حيث أصبح تمركز السكان بالمدينة في القصور والمعابد والمنازل حيث يعمل الأفراد ، ثم ظهرت بعد ذلك طبقة الحرفيين من أمدوها بالأسلحة والاحتياجات الحضرية . وعندما أصبحوا قادرين على انتاج أكثر من احتياجات المدينة ، تطورت المدينة حتى أصبحت سوق وكلما ازداد التخصص المهني ، انقسم سكان المدينة إلى طبقات : أرستقراطية تضم العلماء والكهنة وذويهم ، وطبقة التجار .
- مرحلة النشاة: ويقصد بها المدينة في فجر قيامها وتتميز بانضمام بعض القرى إلى بعضها,
واستقرار الحياة الاجتماعية إلى حد ما وقد قامت المدينة في هذه المرحلة بعد اكتشاف الزراعة
واستئناس الحيوان وقيام الصناعات اليدوية والحرفية.
-مرحلة المدينة: وتمتاز بوضوح التنظيم الاجتماعي والإداري والتشريع وتتنشر فيها التجارة
وتتسع الأسواق للمبادل وتتنوع الأعمال والوظائف والاختصاصات, وتتسم بالتمييز الطبقي بين
مختلف الفئات واتساع أوقات الفراغ  وظهور الفلسفات  ومبادئ العلوم النظرية والاهتمام بالفلك
والرياضيات وقيام المؤسسات والفنون ونشأة المدارس وعقد لقاءات المناظرات.

-مرحلة المدينة الكبيرة: 

وتعرف بالمدينة الأم, ويزداد فيها عدد السكان, ويتوفر فيها الطرق السهلة المعبدة  وتربطها بالريف شبكة من المواصلات السريعة وتتهم فيها الحكومة بتحقيق مطالب سكانها على حساب سكان المناطق الأخرى  وتنفرد بمميزات خاصة كالتجارة أو الصناعة  وتنوع الوظائف وتعدد المهن, والتخصص ونشأة المعاهد الفنية العليا.

- مرحلة المدينة العظمى: 

وتتمثل في نشأة المدن العظمى في القرن التاسع عشر, ويبدو في هذه المدن التنظيم الآلي والتخصص وتقسيم العمل, وظهور الفردية وتنتشر النظم البيروقراطية في الإدراة وأجهزة الحكم  ويظهر الصراع الطبقي بين العمال وأصحاب العمل  مما يؤدي إلى تناقضات اجتماعية وفساد في الإدارة, وتنتشر الانحرافات والجرائم في محيط الأحداث.
- مرحلة المدينة التيرانوبوليس: وتمثل أعلى درجات الهيمنة الاقتصادية للمدينة  وفيها تعتبر
الميزانية والضرائب والنفقات من أهم الآليات المسيطرة, كما تظهر المشكلات الإدراية والفيزيقية
والسلوكية الناجمة عن كبر الحجم  ويشهد المجتمع حركة واسعة النطاق للرجوع إلى الريف أو إلى مناطق الضواحي والأطراف  هربا من ظروف العيش غير المرغوبة.

- مرحلة المدينة النيكرويوليس: 

ويمثل هذا النموذج الحضري نهاية المطاف في مراحل التطور
التاريخي  ومع أنه لم يتحقق بعد إلا أنه آت لا محالة عندما يصل الانحلال إلى ذروته مقترناً بأفول الحضرية وإحياء جديد للريفية وظهور مدن الأشباح. الصناعة في إحلال القوة اليدوية بقوة الماكينات وتحويل الاقتصاد الفردي إلى اقتصاد المصانع . فتطورت المدن القديمة إلى أن أصبحت مراکز سیاسية ، وتطورت من العصور الوسطى إلى أن أصبحت مراکز تجارية ، وتطورت المدن الحديثة إلى مراکز صناعية وخدمية . ينبع نمو المدن الحديثة من تطور المصانع التي تقدمت إلى أن أصبحت مراکز عالمية ميتروبوليتية حديثة ومتعددة الصناعات ، وذلك بعد أحداث الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر في إنجلترا ثم انتشارها في جميع دول أوروبا والعالم بأسره ، وما كان لها من نتائج على التحضر.
نتائج الاجتماعيه للتصنيع:
إن الأقطار المختلفة تتباين بدرجة كبيرة في حجمها ومناخها ومصادرها الطبيعية، فضلا عن تباينها في التاريخ والبناء الاجتماعي ونوع النظام السياسي والاقتصادي والمشروع الثقافي والفكري، وأهداف التنمية من حيث كونها ترتبط بالوجود الاجتماعي ذاته، ومستمرة باستمراريته، يفترض ان تتسم بالمرحلية على الدوام، لكي يأخذ تطور ذلك الوجود طابعا علميا محددا، وهذه المرحلية في نظر الكثير هي المآل المنظور إليه عند وضع وبلورة الاتجاهات الاستراتيجية للتصنيع. ويمكن تلخيص واقع التنمية الصناعية بالمجتمعات النامية ضمن النقاط التالية:
 - أنها لا تزال حديثة العهد بحركة التصنيع وهي ضعيفة الانتاج قليلة التأثير في الحركة الانتاجية بشكل واسع وعام. أن عملية التصنيع مازالت قاصرة على قيادة الحركة التنموية بالمجتمعات النامية، حيث فشلت في كثير من الأحيان في خلق علاقات قوية ومتكاملة بين القطاعات الاقتصادية الأخرى ماعدا في بعض الدول ومنها الاسيوية.
- أنها لم تسمح بدعم الاستقلال السياسي باستقلال اقتصادي. "فالصناعة التي أقيمت بغرض دعم الاستقلال الاقتصادي، واستهدفت الوفاء بالحاجات المحلية بدلا من استيرادها، والتي كان يفترض أن تكون عاملا إيجابيا في تحسين ميزان المدفوعات عن طريق تنويع القاعدة وتوسيعها وتدعيم الاكتفاء الذاتي، أصبحت من أهم النشاطات التي تلتهم الموارد المالية، إذ لجأت إلى العالم الخارجي ليس فقط لتستورد منه أهم استثمارتها من الآلات والمعدات الرئيسية، بل أيضا من اجل  الاستفادة من دراساته الأولية للاسواق والسلع نصف المصنعة .الخ"
- عملت الصناعة على تكريس تبعيةالاقتصاد الوطني نحو الخارج، حيث ارتكزت هذه السيطرة في كثير من الأحيان على قطاع الصناعة التحويلية فتركت الانتاج الصناعي لسلسلة من الشركات المحلية الموزعة في العديد من الاقطار النامية، واهتمت هي بعملية التجميع الأخيرة للانتاج، وخصوصا بتقديم الخدمات الصناعية المتخصصة في هذا الإنتاج.
قسمت الصناعة في المجتمع إلى جزئين الرأسمالية والعمال . ونتيجة للصناعة تم الإسراع بعملية التحضر ، وارتفعت وسائل الحياة الاقتصادية والاجتماعية وظهر الاهتمام بالتعليم والفن والعلوم والآداب ، وظهر الوعي السياسي ، وبدأ يتجه المجتمع للديموقراطية ، ولذلك ينبغي أن نذكر أن التصنيع كان له أعمق الأثر على كل الحياة الاجتماعية.
 -التأثير على العلاقات :( للعلاقات الإنسانية) أثر كبير في المجتمع . فتحكم العلاقات الإنسانية المواقف والاتجاهات الإنسانية ، وتحكم طبيعة الثقافة والحضارة والعكس صحيح . يختلف نمط العلاقات الإنسانية في المجتمع الزراعي عن طبيعتها في المجتمع الصناعي ، عنها في المجتمع البدائی . باختصار : يحكم بناء المجتمع التجارة والحرف وسلوك الأفراد تجاههما ، فتتواجد العلاقات المعقدة في المجتمعات الصناعية بعكس المجتمعات الزراعية التي تكون العلاقة فيها مباشرة وبسيطة . وقد أثرت الصناعة على المجتمع بكل الأشكال على العادات والتقاليد والموضة والأزياء وطرق وأساليب العيش .
-التأثير على التصنيف الاجتماعي للطبقة : كان المجتمع البشرى ملئ بالتفرقة وعدم المساواة منذ عصور مضت . ومنذ نشأة الحضارة كان هناك أشكال للتوريث الطبقي في المجتمع الذي كان مقسمة لطبقات مختلفة لها حقوق وعليها واجبات ، وكل يشغل مكانة متفردة في المجتمع . كان التصنيف الاجتماعى له بعض المباني والأم وكأمر ليس كل أفراد المجتمع سواسية ، ولذلك كان من الضروری ضمان ریت الوظائف في المجتمع ، فكانت تقوم التفرقة بين الأسياد والعبيد في بعض المجتمعات ، بينما تقوم في مجتمعات أخرى على تصنيف الطبقة العليا والوسطى والدنيا ، ومازال يسود مبدأ تحكم الطبقة العاملة في مجتمعات أخرى .
وتصنف الطبقات في المجتمع الصناعي الحديث على أساس اقتصادی بوجود طبقة رأسمالية وطبقة عمالية . ويختلف التصنيف الاجتماعي للطبقات طبقا لاختلاف الدول واختلاف العصور .

-تفتيت النسق الطائفي : 

أدى التطور الصناعي إلى انهيار النسق الطائفي . تحت تأثير التطور الصناعي انهار النظام التقليدي القائم على الطبقية ، فكانت مكانة الفرد تقليدية في الهند تتحدد بطائفته الاجتماعية التي ولد فيها ، وكنتيجة للتطور الصناعي تغير معيار التصنيف الطائفي ففي المجتمع الصناعي توجد ( الطبقة ) وليست ( الطائفة ) التي تحدد مكانة الفرد الاجتماعية . وحاليا يتكون المجتمع من طبقات ويحصل الفرد على مكانته طبقا الطبقته لذا فإن النظام الطائفي يتفتت حالية .
بقلم/ حبيبه السيد
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات