 |
| التورية ، التلاعب بالألفاظ في اللغة العربية |
التورية ، التلاعب بالألفاظ في اللغة العربية
يستخدم البعض علم التلاعب بالألفاظ و الكلمات في الخلافات أو للفكاهة وهذا العلم يسمى التورية وهو أن تقول لفظة أو كلمة تحتمل معنيان : معني قريب والآخر بعيد وتترك الفهم للمستمع وتعتبر التورية فرع من علوم البلاغة في اللغة .استخدم الشعراء قديمًا التورية لإخفاء المعنى الظاهر أو للهجاء
واللغة العربية هي لغة غزيرة بالألفاظ التي تحتمل كثير من المعاني فهي لغة القرآن الكريم الذي أنزله الله معجز ببيانه ، فقد برع الشعراء قديمًا في معرفة الفروق بين المعاني بدقة شديدة
من جمال ألفاظ اللغة العربية :
طرقت الباب حتى كل متنى ...فلما كل متني كلمتنيوقالت أيا اسماعيل صبرا ...فقلت يا اسما عيل صبري .
وقيل أن أحمد شوقي وحافظ إبراهيم أرادوا أن يتبارزوا في الشعر
فقال حافظ : يقولون أن الشوق نار ولوعة ...فما بال شوقي اليوم أصبح باردًا
فقال شوفي : استودعت إنسانًا وكلبًا أمانة ...فضيعها الإنسان والكلب حافظ .
أمثلة أخرى للتورية :
وقالت رح بربك من أمامي ..فقلت لها بربك أنت ِ روحيوكلمة روحي تحتمل معنى قريب وهو أذهبي ، ومعنى بعيد وهو نفسي أي هي روحه
_أقول وقد شنوا إلي الحرب غارة دعوني فإني أكل الخبز بالجبن
المعني القريب هنا هو الطعام و المعني البعيد والمراد الخوف
_ وما الشعر إلا روضة راق حسنها ولاسيما إن كان قد وقع الندى
والندى هنا تحتمل معنيان القريب وهو قطرات المياه والبعيد هو المال والمكافأة مقابل الشعر
كيف يشكو من الظمأ من له عيون
و التورية في كلمة عيون : المعنى القريب عيون الماء والبعيد عيون الإنسان وهو المقصود .
_ أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق ومن العجائب لفظها حر ومعناها رقيق
وكلمة رقيق هنا تورية فالمعنى القريب هو العبودية والبعيد الرقة و اللطف في اختيار الألفاظ
_لا غرو إن حفظت نخيل الوداد لأنك عندي دفنت النوى.
كلمة النوى تورية تحتمل معنيين الأول بمعنى نوى البلح والثاني بمعنى الفراق وهو المقصود .
أنت فخار بدنياك ولابد للفخار أن ينكسر
والتورية في كلمة فخار لها معنيين الأول بمعنى أواني الفخار اللازمة للطبخ والثاني بمعنى الإنسان كثير الفخر .
من جمال التلاعب بالألفاظ في اللغة العربية رأى رجل المتنبي فقال له رأيتك من بعيد فظننتك امرأة
قال له : رأيتك من بعيد فظننتك رجل !
أمثلة للتلاعب بالألفاظ :
دخل رجل على عمر بن الخطاب وكان عمر أمير المؤمنينفسأله عمر قائلًا كيف أصحبت ؟
قال الرجل : أصبحت أحب الفتنة وأكره الحق ، و أصلي بغير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء .
فغضب أمير المؤمنين وذهب إلى علي بن أبي طالب فرد قائلًا
والله لقد صدق يا أمير المؤمنين فقد أصبح يحب الفتنة أي إنه يحب أولاد و أمواله ﴿ إنما أولادكم وأموالكم فتنة ﴾ ويكره الحق والموت حق أي إنه يكره الموت
ويصلي بغير وضوء كصلاته على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
وله في الأرض زوجة وأولاد وهو ما ليس عند الله في السماء .
كاتبة المقال مريم محمد مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق