الهجرة نحو أوروبا
لم يقتصر دول أوروبا في
الهجرات السكانية علي إرسال المهاجرين فقط بل أنها استقبلت أعدادا من المهاجرين
إليها خاصة بعد الحرب العالمية الثانية عندما قدر عددهم بنحو 3.5 مليون مهاجر
معظمهم مهاجرين عائدون سبق أن غادروا أوروبا في وقت سابق ثم عادوا إلي وطنهم الأصلي
وأبراز الأمثلة علي ذلك العائدون الايطاليون الذين تشيع هذه الظاهرة بينهم
وتعد فرنسا من أكثر دول
أوروبا استبعابا للمهاجرين الوافدين وقد بدأت الهجرة نحوها تاخذ أهمية واضخة منذ
منتصف القرن التاسع عشر فقد تزايد عدد الأجانب بها من 379000 نسبة في تعداد سنة
1851 ظغلي 1130000 نسمة في تعداد 1891 كما بلغ صافي الهجرة الوافدة أكثر قليلا من
30000 نسمة سنويا في الفترة 1881 – 1911 وفي خلال هذه الفترة التي تميزت بالركود
الديموغرافي كانت الهجرة الوافدة تمثل قرابة نصف مجموع الزيادة الكلية للشعب
الفرنسي
وفيما بعد الحرب العالمية
الأولي أصبحت الهجرة الوافدة إلي فرنسا ضخمة في حجمها حيث تعدي صافي الهجرة
2000000 نسمة سنويا في الفترة حلركة الهجرة الوافدة حتي في خلال فترة الهجرة
القوية التي تدفقت عليها في خلال الفترة (1950 – 1970 )
ولكن الهجرة الصافية هبط
معدلها في الفترة 1926 – 1931 وإن كان حجمها قد بقي اعلي من 100000 مهاجر سنويا
ولكن مالبثت حركة الهجرة أن شهدت هبوطا حادا في الفترة 1931 – 1936 بسبب الازمة
الاقتصادية العالمية وزاد عدد المغادرين علي عدد الوافدين وأصبحت الهجرة الصافية
بالسالب ووصلت الي 26000 سنويا
وبعد الحرب العالمية الثانية
تزايدت الهجرة الي فرنسا نشأت وبلغت أقصاها في الفترة من 1954 – 1962 واستمرت
مرتفعة بعد ذلك وهي تمثل منذ قرابة عشرين عاما حوالي 40 % من جملة الزيادة
السكانية وقد بلغ صافي الهجرة فيما بين تعدادي 1962 – 1986 قرابة 800000 مهاجر
ويشمل هذا الرقم العمال الدائمين وأسرهم والعمال المؤقتين الذين يفدون لفترات
محددة ويعملون في الزراعة والتعدين والبناء وغير ذلك
وتستقبل فرنسا المهاجرين
من منطقتي رئيسيين الأولي من دول جنوب أوربا والثانية من دول المغرب العربي خاصة
الجزائر وقد كان العمال الايطاليون يمثلون حتي سنة 1958 اكثر من نصف عدد المهاجرين
الي فرنسا ولكن هبط عددهم بجومنذ سنة 1959
محمد عادل
تعليقات
إرسال تعليق