![]() |
التصنيع والتغييرات الجوهرية في النواحي الفكرية |
التصنيع والتغييرات الجوهرية في النواحي الفكرية
أحدث التصنيع تغيرات جوهرية في النواحي الفكرية المتصلة بألوان التنظيم الجديدة المختلفة، والعادات والقيم والمعايير التي تشكل في مجملها سلوكا إستهلاكيا لأفراد المجتمع الواحد و عليه يصبح التصنيع بمثابة عملية تنشئة إجتماعيةأو تطبيع اجتماعي لكافة أفراد المجتمع أي يؤثر تأثيرا في المكونات والاتجاهات المستقلة ويمكن إعتبار التصنيع بمثابة ثورة في البناء الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الإنساني بداية من النظرية الكلاسيكية إلى غاية النظرية الوظيفية. فالتصنيع هو العمل على تنمية الناتج الصناعي، حيث تصبح الصناعة أهم مصدر للدخل القومي، وتقوم سياسة التصنيع على إفتراض أن التطور الاقتصادي يتطلب صناعة، وأن الزراعة بمفردها عاجزة عن تحقيق هذا التطور. والتصنيع لدى الدول النامية مرتبط أساسا بعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأنه يسهل في عملية الانتقال من نظام إنتاجي قديم ومكتسب إلى نظام إنتاجي حديث ومتطور يسمح بإحداث إنتقال إيجابي. فالتصنيع هو إصطلاح يدل على نمو الصناعة الحديثة وما يصاحبها من مشكلات إجتماعية وإقتصادية في مجتمع تكون الزراعة فيه النشاط الاقتصادي الرئيسيذلك أنها لا تمثل نموذجا واحدا ولا تجربة واحدة بالرغم من قيمة التطور الذي مورس على هذه المجتمعات بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنها قد تشترك في كثير من الخصائص وتلتقي أيضا في مواطن .ومن أجل ما تقدم، وحتى يتم وضعه في إطار البحث الذي نحن بصدد دراسته ضمن الجدلية المعرفية المحددة وفق منظور العلاقة الترابطية بين التصنيع والمجتمعات النامية، على ضوء النموذج التكاملي لعملية التنمية، سنحاول استنطاق العوامل العامة والمشتركة التي كان لها الدور الجوهري في تجسيد العملية الصناعية، والتي تبقى في نظرنا وفي نظر الكثير من الدارسين على انها منطلق أساسي لفهم حركية التحول وأبعادها واتجهاتها ضمن السيرورة التاريخية لنظرية التنمية، ومنه النمو التنموي الذي تميزت البلدان حديثة الاستقلال.الصناعه وعلاقتها بتطورالمدن
1- مراحل تطور الصناعة:
بدأت الصناعة في إحلال القوة اليدوية بقوة الماكينات وتحويل الاقتصاد الفردي إلى اقتصاد المصانع . فتطورت المدن القديمة إلى أن أصبحت مراکز سياسية ، وتطورت من العصور الوسطى إلى أن أصبحت مراکز تجارية ، وتطورت المدن الحديثة إلى مراکز صناعية وخدمية . ينبع نمو المدن الحديثة من تطور المصانع التي تقدمت إلى أن أصبحت مراکز عالمية ميتروبوليتية حديثة ومتعددة الصناعات ، وذلك بعد أحداث الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر في إنجلترا ثم انتشارها في جميع دول أوروبا والعالم بأسره ، وما كان لها من نتائج على التحضر.الفترة الاولى :
فترة ما قبل 1945: لم يكن التصنيع قائما بصفة واسعة كما هو في الوقت الحالي، حيث ان الصناعة في تلك القترة كانت محدودة جدا واقتصرت على الصناعات التحويلية النسيجية والتغذية، والتي سيطرت عليها الرأسمالية العالمية لخدمة أهدافها بغرض التوسع الصناعي، وبالمقابل نجد هذه المجتمعات النامية تعيش في أوضاع اقتصادية واجتماعية مزرية، بحيث كانت معظم قدراتها الاقتصادية والبشرية موجهة بالأساس نحو تطوير اقتصاديات الدول الصناعية الرأسمالية. وقد شكلت الأوضاع العامة التي تميزت بها مجتمعات العالم النامي بعد الحرب العالمية الاولى تأخرا كبيرا على انطلاق عملية التصنيع لهذه المجتمعات، وإنشاء صناعات حديثة قصد تقوية اقتصادها، فتميزت الفترة الممتدة ما بين 1913 و 1928.بطلب معتبر على المنتجات الزراعية، الموارد الاولية من طرف الصناعات الأوروبية، وكذلك ضعف المنافسة الصناعية، إضافة إلى إرتفاع نسبة السكان وانخفاض الناتج القومي ونمو الطلب على المنتجات الصناعية، واستعداد الدول الصناعية على تقديم مساعدات متنوعة للمجتمعات النامية وخاصة الدول الصناعية التي نهجت النظام الاشتراكية. كل هذه العوامل ساعدت في خلق نسيج صناعي بالمجتمعات النامية، الفترة الثانية : مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية:
تعتبر أهم مرحلة اهتمت بها الدول النامية بالتصنيع هي مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقد حاولت تنمية قطاعها الاقتصادي من خلال الاعتماد أكثر على نموذج الاقتصاديات المصنعة.
إن المجتمعات النامية حققت نموا صناعيا مرتفعا يفوق معدل النمو في الدول الشمالية في نفس الفترة، وفي المرحلة الثالثة الممتدة ما بين السنتين 1965: في مستويات النمو الصناعي، غير أن هذا التراجع يختلف من دولة إلى أخرى نظراللأوضاع الاقتصادية والاجتماعية و السياسة الداخلية، منها أن ألازمة التي سايرت الدول الرأسمالية سنة 1971 ، والتي كانت من أهم نتائجها انخفاض في المستوى الاستثمار الخاص وضعف النشاطات، مست كذلك صناعات الدول النامية، حيث كان معدل زيادة لكن القطاع الاقتصادي بقي مرتكزا على الزيادة الإنتاجية في القطاع الزراعي . دفعت الزيادة التدريبية في عدد السكان الطلب على البضائع المصنعة ، وتم زيادة الميكنة المستخدمة أكثر وأكثر . وقد ظهرت مصانع توظف مئات العمال في أماكن الصناعات المنزلية ، حتى تأسس نظام المصانع والذي عمل على انتعاش الثورة الصناعية ، وازداد الإنتاج ، وتم بيع البضائع في أماكن تبعد تماما عن مقر إنتاجها . ومن الأسس التي قامت عليها المصانع مایلی تقام المصانع في أماكن يتوفر فيها المواد الخام بسهولة ، و عمال بالقرب من المصانع ، ولا بد من استبدال القوة البشرية والقوة الحيوانية بقوة الآلة في المصانع ، وازدادت هذه العملية سرعة باختراع الآلة الحديثة ، وساعدت هذه الآليات على تحسين كمية وكفاءة المنتج . يتطلب نظام المصنع تمويل واستثمار هائل لرأس المال ، وبرأس المال الرأسمالي قادرة على توفير المادة الخام والعمال والآلات ، وبهذا الرأسمالي قادرة على زيادة الإنتاج . أصبحت النزعة الفردية سائلة نتيجة لهذا ، فقد نمت الرأسمالية بقوة تنافسية ، وأصبحت المثالية في الحياة هي تضخيم القدرات وقوة الأفراد . وبعكس التفرد في الحقبة الصناعية كان التجمع مثارة للفخر في العصور الاتحادية والإقطاعية وكنتيجة لازدياد الفردية تمت السيطرة على الأعمال والتجارة بواسطة أفراد وكيانات أجنبية بشكل يوضح انعدام سيطرة الحكومات ، وقد ظهر في الصورة النظام الإئتماني ، ومع هذه الظروف تركزت الثروة في أيدي قلة من الناس . تعتبر المدن منتجات عالية للحضارة . وتمثل قمة الجوانب الاجتماعية والثقافية لأي مجتمع ، وتشمل متطلبات ظهور أي مدينة عوامل الشكل يصبح أربعة هم اساس إيكولوجی مهم تدعم به المدن عدد السكان الكبير .التكنولوجيا المتقدمة في كل المجالات الزراعية وغير الزراعية وتنظيم اجتماعی مرکب ن تعمل على توافق أنماط الحياة مع تغير عدد السكان . و بناء للقوة هيكل للسلطة ومتطورة جدا ومن ثم يفترض أن المدن الأولى تطورت فقط في عصر المعادن الني أقيمت فيه المعسكرات الحربية من قبل ملاك الأسلحة المعدنية الذين تغلبوا على فلاحي العصر الحجري القديم
حبيبة السيد
تعليقات
إرسال تعليق