القائمة الرئيسية

الصفحات

فقه العبادات في الدين الاسلامي
فقه العبادات في الدين الاسلامي

فقه العبادات في الدين الاسلامي

الفقه في اللغة هو الفهم والعلم بالشئ ومنه قوله تعالي (وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)
واصطلاحاً يقصد به الأحكام الشرعية
وهو يتناول علاقات الإنسان مع ربه ومع نفسه ومع مجتمعه فإذا صَلُح العبد صَلُح المجتمع وتعم السعادة والعيش الرغد في الدنيا ورضوان الله وجنته في الآخرة وموضوع الفقه يتناول أفعال المكلَّفين من العباد علي نحو عام

وأحكام الشريعة منقسمة إلي :

أ_الواجب : هو ما يُثاب علي فعله ويُعاقَب علي تركه (فرض)
ب_المندوب : هو ما فيه ثناء علي فعله ولكن لا يعاقب علي تركه (سُنة)
ج_الجائز : هو ما لا يُثاب علي فعله ولا يُعاقب علي تركه
د_المحظور : هو الممنوع فعله ويُعاقَب علي فعله
هـ_ المكروه : هو ما تركه أولي من فعله

ومصادر هذه الأحكام الأساسية هي :

١_القرآن الكريم
٢_السنة
٣_إجماع علماء المسلمين
٤_ القياس

من أحكام العبادات:

أولاً : الطهارة

الطهارة هي مفتاح الصلاة وهي تشمل نوعين من الطهارة:
١_طهارة معنوية وهي طهارة القلب من الشرك والمعاصي وهي أهم من طهارة البدن
٢_الطهارة الحسية وهي لغةً النظافة والبعد عن الأقذار واصطلاحاً تشمل رفع الحدث أي استعمال الماء في جميع البدن إن كان حدث أكبر ولكن إذا كان حدث أصغر يكفي استعمال الماء علي أعضاء الوضوء بنية الطهارة
والمراد بزوال الخبث أي زوال النجاسة من البدن والثوب والمكان

الوضوء :

لغةً مشتق من الوضاءة وهي النظافة والحُسن
ومعناه شرعاً هو استعمال الماء في الأعضاء الأربعة وهي الوجه واليدان والرأس والرجلان بطريقة معينة مفروضة وهو واجب علي المُحدِث إذا أراد الصلاة وما يدل علي وجوبه قوله تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) صدق الله العظيم

شروط الوضوء:

١_ الإسلام والعقل فلا يصح من المجنون والتمييز  أي لا يكون معتبراً من الصغير الذي دون سن التمييز
٢_النية لقول الرسول ﷺ ( إنما الأعمال بالنيات)
٣_ يجب أن يكون الماء طَهور فلا يصح الوضوء بالماء النجس
٤_يجب إزالة ما يمنع وصول الماء إلي البشرة كطلاء الأظافر
٥_الاستنجاء عند وجود سببه
٦_غسل جميع الأعضاء الواجب غسلها

ثانياً: الصلاة :

الصلاة لغةً هي الدعاء وشرعاً هي عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم
وهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي عمود الإسلام فرضها الله علي النبي ﷺ ليلة الإسراء والمعراج ويدل ذلك علي شدة أهميتها وقد كان الرسول ﷺ إذا حيره شيئاً فزع إلي الصلاة
وهي واجبة في الكتاب والسنة والإجماع حيث قال الله تعالي ( وَأقِيمُوا الصَّلَاةَ)
وهي واجبة علي كل مسلم بالغ عاقل فلا تجب علي الكافر ولا الصغير ولا المجنون لقوله ﷺ (رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتي يستيقظ ، وعن المجنون حتي يفيق ، وعن الصغير حتي يبلغ )

ثالثاً : الزكاة :

لغةً هي النماء والزيادة وشرعاً هي حق يجب في المال الذي بلغ نصاباً معيناً بشروط معينة وهي طهرة للعبد وتزكية لنفسه والالتزام بأدائها ينتج عنه انتشار الألفة والود والتكافل بين أفراد المجتمع المسلم
والزكاة فريضة من فرائض الإسلام وهي من أهم أركانه بعد الصلاة حيث قال الله تعالي ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ )
وقوله تعالي ( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ )
وقد أجمع المسلمون علي وجوبها وهي علي قسمين:
 ١_زكاة الأبدان وهي التي تتعلق بالبدن وهي زكاة الفطر
٢_ زكاة الأموال وهي التي تتعلق بالمال وهي تتمثل في خمسة أجناس من الأموال وهي:
أ_ بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم لقوله  ﷺ ( ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها ، إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه ، تنطحه بقرونها ، وتطؤه بأظلافها ، كلما نفذت أخراها عادت عليه أولاها حتي يُقضي بين الناس )
ب_ النقدان وهما الذهب والفضة وما يقوم مقامهما من العملات الورقية لقوله تعالي ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )
وقوله ﷺ ( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صُفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم ، فيكوي بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت رُدت له ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )
جـ_ كل ما أعد للبيع والشراء لأجل الربح لقوله تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ )
د_ الحبوب وهي كل حب مدخر من شعير وقمح وغيرهما والثمار وهي التمر والزبيب لقوله تعالي ( وأتُوا حقَّهُ يَوْمَ حَصَاده)
وقوله ﷺ (فيما سقت السماء والعيون أو كان عثرياً العُشر ، وفيما سقي بالنضح نصف العُشر )
هـ _ المعادن وهي كل ما خرج من الأرض من غير تدخل الإنسان ويكون له قيمة مثل الذهب والنحاس والفضة
والركاز وهو ما يوجد في الأرض من دفائن الجاهلية وذلك لقوله ﷺ ( وفي الركاز الخُمس )
وأجمعت الأمة علي وجوب الزكاة في المعادن .
والحكمة من إيجاب الزكاة أنها تطهير للمال وإحلال البركة فيه ووقايته من الفساد وتطهير المُزكِي من الشُح والبخل وهي مواساة للفقير وتساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي وفي أدائها شكر لله تعالي علي نعمه العظيمة وتدل علي صدق إيمان المُزكِي وهي سبب لنزول الخيرات وتكفير الخطايا

رابعاً : الصيام :

لغةً هو الإمساك عن الشئ وشرعاً هو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات مع النية من طلوع الفجر إلي غروب الشمس وقد فرض الله تعالي صيام شهر رمضان وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة وذلك في قوله تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
وقد أجمعت الأمة علي وجوب صيام شهر رمضان والصوم هو تزكية للنفس وتنقيتها من الأخلاق الرذيلة حيث أنه يُضيق مداخل ومجاري الشيطان في بدن الإنسان

ومن شروط وجوب صيام رمضان :

١_الإسلام فلا يجب علي الكافر لأنه عبادة والعبادة لا تصح من الكافر وإذا أسلم لا يلزم بقضاء ما فاته
٢_البلوغ حيث لا يجب الصيام علي من لم يبلغ حد التكليف ولكن يجب أن يعتاد الصغار علي الصيام
٣_ العقل فلا يجب الصيام علي مجنون
٤_الصحة فمن كان مريضاً لا يطيق الصيام لا يجب عليه
٥_الإقامة فلا يجب الصيام علي المسافر ويجب قضاء ما أفطره في سفره
٦_ الخلو من الحيض والنفاس فالحائض والنفساء لا يجب عليهما الصيام بل يحرم عليهما ويجب القضاء عليهما لقول عائشة رضي الله عنها (كان يصيبنا ذلك ، فيؤمر بقضاء الصوم ، ولا نؤمر بقضاء الصلاة )

خامساً : الحج :

الحج لغةً هو القصد وشرعاً هو التعبد لله بأداء المناسك في مكان مخصوص في وقت مخصوص وهو أحد أركان الإسلام وفروضه العِظام وورد في فضله قول الرسول ﷺ( العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )
ولا يجب الحج في العمر إلا مرة واحدة وغير ذلك فهو تطوع
ومن شروط الحج :
١_الإسلام فلا يجب علي الكافر ولا يصح منه
٢_العقل فلا يجب الحج علي مجنون
٣_ البلوغ فلا يجب الحج علي الصبي لأنه ليس من أهل التكليف
٤_ الاستطاعة فغير المستطيع مالياً فهو لا يجب عليه الحج حتي يستطيع
بقلم/ جهاد مصطفي
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات